قبل الغروب
عوامل السقوط
145 -
جمهورية الشيشان الإسلامية – و غياب الوعي الإسلامي
المسافة بين الشيشان و موسكو
العاصمة لروسيا في حدود [ 2000ِ ]
ألفي كيلو متر ، و يحدها من الجنوب
داغستان و جورجيا ، و داغستان و كراي ستفروبول من الشمال ، و أوستيا الشمالية ، و أنجوشيا غربا . و يبلغ
عدد السكان في الشيشان [ 1,300,000 ] مليون و ثلاثمائة ألف نسمة ، و يدين معظمهم بالإسلام .
بعد تفكك الإتحاد السوفيتي عام 1991م تم تقسيم جمهورية الشيشان و بدأت
الشيشان تسعي للاستقلال بعيدا عن الدب الروسي
الملحد ، و بدأت الحرب الأولي بين روسيا و الشيشان ، و انتهت باستقلال
الشيشان ، بسلطة الأمر الواقع ، و لكن روسيا شنت هجوما كاسحا و مدمرا علي مسلمي
الشيشان و ضمتها إلي الاتحاد الروسي بعد تدمير جروزني العاصمة ، و قتل كل الأبطال
المجاهدين ، و اغتصاب نسائهم ، و قتل أطفالهم إلا قليلا ، بسبب معارضت الغرب لهذه
الأفعال الحيوانية من جانب روسيا ، و تم قتل الزعيم المسلم المجاهد : جوهر دوداييف
، و بدأت تحكم الشيشان
عصابة خائنة تفعل ما تمليه عليها روسيا .
تتكون جمهورية الشيشان من عنصريين التشاشان و الأنجوش و يفصل بينهما نهر فورتانجا ، و الأنجوش جهة
الشرق و لذلك لم أذكر الحدود الشرقية للشيشان .
كان دخول الإسلام في الشيشان و بلاد القوقاز ، عن طريق الفتوحات التي قام
بها السلاجقة الأتراك العظام ، و هؤلاء السلاجقة يحدثنا التاريخ أنهم كانوا من
أكثر الناس تدينا ، و صدقا في التدين ، و إخلاصا للإسلام ، و لقد منعتهم لغتهم من
العدوى بالنفاق العربي الكريه ، و لمن لا يعرف فقد تقابل القائد السلجوقي
، مع القائد أبو عبيدة ، في عهد خلافة سيدنا عمر بن الخطاب ، في منطقة الأحواز بإيران ، و عرض القائد السلجوقي التعاون مع المسلمين ، و
أرسل أبو عبيدة إلي سيدنا عمر فوافق علي
ذلك ، و بعد ثلاثين عاما ، من هذا التاريخ ، دخل السلاجقة الأتراك الإسلام و يعود
إليهم الفضل في نشر الإسلام في بلاد
القوقاز و جنوب شرق أوروبا ، وكان في
الوقت الذي يجلس فيه سلاطين الدولة العباسية يسمعون الأغاني ، و تُجهَّز لهم المغاني
، و تطيَّب لهم و تُعطَّر الغواني ، كان السلطان السلجوقي [ ألب أرسلان ــ قلب
الأسد ] يفتتح أرمنيا و من بعدها كل بلاد القوقاز ، و ما عرف فيما بعد بجمهوريات
الاتحاد السوفيتي ، أما كلام العرب عن فتح هذه البلاد ، فهو كلام مرسل ، و أحلام
ما بعد الفجر ، و بعد السلاجقة العظام استلم راية الإسلام العثمانيون ، ووصلوا إلي
وسط أوروبا ، و لهذا حديث آخر بإذن الله . لكن المهم الآن أنه بعد الفتح
السلجوقي للشيشان ، توالي علي احتلالها و السيطرة
عليها ، التتار والمغول و غيرهم
، إلي أن استولي عليها الروس ، و أذاقوا أهلها أسوأ أنواع العذاب بسبب إسلامهم .
مذهب الشيشان :
أغلب سكان الشيشان من الصوفية ، خاصة المذهب
النقشبندي و لكنهم لا يعادون مذاهب الأمة الأخرى ، و يحبون القرآن الكريم حبا جما
.
الواقع الآن : إن قادة الشيشان المخلصين
المجاهدين ، تم قتلهم في الحرب الأخيرة بأيدي الروس ، وتم احتلال هذا البلد المسلم
العظيم في إسلامه ، بعد أن تمت تسويت بناياته بالأرض ، و أصبح كل من يزور الشيشان
يُقر الأمر الواقع للاحتلال الروسي ، لهذا البلد الشقيق ، و لقد أصيبت بالذهول حين علمت بعقد مؤتمر لعلماء المسلمين في جروزني
في الأيام الماضية ، و قلت إن هذا ترسيخ للاحتلال ، و اعتراف
بالأمر الواقع ، و أصيبت بالحزن الشديد ، و قلت في نفسي إذا لم نستطيع تطهير هذا
البلد من الروس ، بسبب ضعفنا و أننا لا نملك إلا الكلام , فلا أقل من مقاطعة نظام
هذا البلد حتى تعود إلي أهلها ، و أنا أعرف أن هذه المؤتمرات تخطِّط لها المخابرات
العالمية و المحلية ، و إذا كانت المخابرات العالمية لها أهداف محددة ، فإن
المخابرات في البلاد الإسلامية ليس لديها الوعي الكافي ، و ليس لها أي قدرة إلا
علي اغتيال فلان ، أو إخفاء علان .
أهداف المؤتمر الإسلامي في جروزني :
أ
ــ الهدف الأول :
الاعتراف بالوضع القائم من الاحتلال الروسي ،
ولا عزاء للثكالى ، و اليتامى ، و القتلى ،
و الجرحى من المسلمين ، لأن بعض
علماء المسلمين فقدوا حسهم الديني و أصبحوا ألعوبة في
أيدي الأنظمة التي أعطتهم المناصب و الكراسي ، و أمرتهم بصناعة المآسي .
ب ــ الهدف الثاني :
وضع
الزيت علي نار الصراع السنِّي الشِّيعي
لكي يكون هو الحلقة التالية ، لقتل المسلمين بعضهم البعض ، بعد انتهاء مرحلة داعش
، ولا عجب أن نسمع من بعض المتحدثين في
المؤتمر الحديث عن مذهب أهل السنة و الجماعة
، في بلد صوفي النزعة و التوجه و
كأنه يصنع في جروزني بداية حلقة جديدة من
حلقات الصراع القادم .
ملحوظة أولي : القول بأن المسلمين يتكونون من
سنة و شيعة هو قول فاجر لأن أمة
الإسلام أمة واحدة ، و هذا التقسيم صنعه
أعداء الإسلام ، فكيف نتعبد بما صنعه
أعداء الإسلام لنا ؟
يقول
الله تعالى : [ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ
فَاعْبُدُونِ ] سورة الأنبياء الآية 92
إن من يروج لمسمَّيات خارج
إطار هذه الآية ، فهو خارج حكم هذه الآية
، و كفانا جهل بأبسط الأمور أيها ......... ؟
ملحوظة ثانية :
أرسل إليَّ د . أحمد
النجار المفكر الإسلامي الاقتصادي العظيم و صاحب بنك الفقراء في
بنجلاديش ، و قد اقتدى به معظم العالم في إدارة
المال ، ما عدا العالم العربي ، أرسل إلي سنة 2000م مشروعا لبناء ( 40 ) مدرسة في جروزني ، و عرضت هذا الأمر علي رجل أعمال مسلم ، فقال لي إذا كان لديك استعداد للقيام بهذا العمل فالمال جاهز من
الآن ، و فرحت جدا وكانت الشيشان مستقلة وقتها عن الروس ، و لما أرسلت الملف للأمن نصحوني بعدم السفر
إلي جروزني ، و كانوا علي حق ، لأن الروس دمروها بالكامل بعد أشهر قليلة .
رحم الله شهداء الشيشان ،
ومدينة جروزني ، ولا رحم من يُقر قتلهم ، و يمشي علي دمائهم الطاهرة التي جرت علي الثرى ، و بلغوا بها الثريَّا .
بذنوبنا أعطانا الله جهلا يغنينا عن كل علم
27 أغسطس
2016م ، 24 ذو القعدة 1437هــ
ا
. د . محمد أبو زيد الفقي
www.sanabelalezaa.com الموقع
الالكتروني
Dr. MoHaMMeD
Abo ZeeD AlfeQy صفحة الفيس بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق