#سنابل_العزة
#قبل_الغروب
149– الوليجة [
اتخاذ بطانة من الأعداء ] ـــ الأهداف الغربية - و الغفلة العربية :
لقد أعلن كل المستنرين في العالم العربي و الإسلامي : إن الحرب
الصليبية علي الإسلام لم تنته بعد ، و
قوبلوا بالرفض لقولهم ، و التسفيه لآرائهم
، و رجم أحلامهم ، و كانت هذه
المعارضة ، من سكان الكهوف ، أصحاب القلب المتلوف علي المناصب ، و الملهوف علي
المال ، و هؤلاء يسمُّون بالعلماء ، و
مافي عروقهم دماء ، بالإضافة حكام عملاء
لا يهمهم إلا يومهم ، و مناصبهم ،
و عطايا أهلهم وذويهم ، و بسط نفوذهم في
وسط بحيرة ممزوجة من العرق و الدماء .
و
جاءت كلمة الرئيس الأمريكي أوباما ، لتعلن
الاحتقار لكل مسلم ، و كشف أسرار كل حاكم ، و جاءت كلماته واضحة وضوح الشمس
في ضحاها ، و تضع النقط علي الحروف
، و تصفع كل مخمور و مخلوف .
بدأ
كلمة وداع البيت الأسود ، بذكر المزايا
الاقتصادية التي قام بها ، و جلبت الخير للأمة الأمريكية العظيمة [ في زعمه ] . ثم تحدث عما أحدثه في العالم العربي من خراب ، و سألخص هذه الكلمة في نقاط كما يلي .
قال : إنني قمت باتمام ما بدأه الرئيس جورج بوش الابن ، بعد فتحه للعراق و اتممت القضاء علي وحدة العراق ، و إضعاف أهل
السنة فيه ، ذلك لأن العراق بلد ظالم و قد
قام بتعذيب اليهود في الأسر البابلي .
ــ المناقشة : الأسر البابلي تم عام 70 ق م
منذ ما يقرب من ألفي عام بالتحديد 1946 عاما ، و ما زال اليهود يتذكرون ، و يخطِّطون للأخذ بثأرهم
من الشعب العراقي ، و لما احتل الأمريكان العراق ، طلب اليهود من القوات الأمريكية ، أسر مجموعة من النساء
و سجنهم في سجن أبو غريب ، و ربط كل عشرة
نساء في وتد ، و تعريتهم من الملابس
، و تصويرهم ، و قد شاهد العالم
كله هذه الصور علي شبكة التواصل
الاجتماعي ، و اعتذار
الأمريكان بأن ذلك تصرف حدث من مجنَّدة ،
و سرعان ما انتقلت الصور إلي إسرائيل ، و
تم تكبيرها ، و تجميلها ، ووضعها في
المعابد اليهودية ، و كتبوا تحتها ،
" لقد وفينا يا رب و أخذنا ثأرنا من نساء العراق " ، مثلما فعل بنا بخت نصر
عام 70 ق م . أيها العرب هؤلاء الناس يتذكرون ثأرا حدث من ألفي عام ، و نحن لا نتذكر ماذا فعلنا ، أو ما فُعِل بنا في اليوم السابق علي يومنا ، و ما زال لدى اليهود ثأر كبير مستحق
للوفاء خاصة عند الحجاز ومصر ، و ربما أتحدّث عن ذلك في مقال لاحق ، و قد قلت في احدى
محاضراتي في ولاية نيوجيرسي ، عن العرب : [ ويل لأمة لا تتذكَّر تحارب أمة لا
تنسى ] .
1-
قال أوباما : إننا استطعنا القضاء علي الربيع
العربي ، و قمنا بوأد الديمقراطيات
الوليدة ، و اتفقنا مع إيران أن نترك لها المنطقة العربية ، لتبقي تحت
سيطرتنا مدى الحياة ، لكي لا تصبح خطرا
علي إسرائيل ، لأن الحفاظ علي أمن إسرائيل ، و تفُّوقها يعتبر جزءا من هويتنا الأمريكية ، و قد اتفقنا
مع إيران بعد أن تأكدنا أنهم بعيدون عن الإسلام . أما حليفنا السعودي فإننا
نعتبره الآن مصدرا للإرهاب و الشرور في
الكون كله .
ــ
المناقشة : يؤكد أوباما : إن لأمريكا دخل كبير في إفساد الثورات العربية ،
و تحويل كثير من الدول العربية ، إلي دول فاشلة ، و أنهم اتفقوا مع إيران لتسليمها
القيادة و السيطرة علي العالم العربي ، و هو يدق اسفينا
في العلاقة بين الأمة العربية بسنيَّتها ،
و الأمة الإيرانية بشيعتها ، و هو بذلك يحدد نهاية قريبة للمسلمين بكل طوائفهم ، ليت السنة و الشيعة و فرق الإسلام الكثيرة يفهمون هذه الحقائق ـــ لو كانوا يعقلون ـــ و اعتقد أنهم لن يفعلوا ذلك .
2-
انتقل أوباما من الحديث عن المسلمين ، و ما أُعد لهم من خطط لفنائهم إلي الحديث عن
الإسلام نفسه ، و بيان الحقد اللانهائي علي الإسلام من دول العرب ، فقال : إن
مسألة تجديد الخطاب الديني ، أو التعلل بسوء الفهم للإسلام ، لم تعد تُقنع أحدا ،
و علي المسلمين تغيير دينهم من الأساس ، و عقد مصالحة بينهم و بين المعاصرة ، كما فعلنا
نحن في الغرب منذ زمن طويل .
ـــ المناقشة
: هذا هو الهدف النهائي للغرب ، أوروبا و
أمريكا ، و على بعض العرب من أدعياء العلم
الذين لا يملكون إلا الجهل ، أن يعووا ذلك جيدا ، أما مسألة التحضُّر ، و التعاون الدولي ، و طلب المساعدة من الغرب ، و سماع أقوال الذين سافروا إليه ، و أعيدت صياغة عقولهم فيه ، فكل
هذا خيال ، و خبال ، و لن ينفعنا إلا عملنا ، و انتاجنا ، و تعاوننا مع بعضنا
البعض ، و تقوية جيوشنا ، و الحرص عليها .
إن
المستقبل يحمل لنا أخطارا كثيرة ، و أساس هذا كله بعدنا عن القرآن الكريم ، و عدم
الفهم منه ، و استبداله بروايات أصحُّها مظنون ، وأضعفها مركوم .
يقول
الله تعالي في هذا الموضوع : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا
مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ }
سورة آل عمران الآية 100
وهذا
ما قال به أوباما وحدده كهدف نهائي
للحضارة الغربية تجاه الإسلام .
يقول
الشاعر / محمد إقبال :
إذا الإيمان
ضاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لم يحي دينه
و من رضي الحياة
بغير دين فقد
جعل الفناء له قرينا
بذنوبنا
أعطانا الله جهلا يغنينا عن كل علم
ا .
د / محمد أبو زيد الفقي
23 محرم 1438 هـ ، 24 أكتوبر 2016م
http://www.sanabelalezaa.com/5246-2/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق