سنابل العزة

الاثنين، 24 أكتوبر 2016

الأهداف الغربية - و الغفلة العربية


  #سنابل_العزة  
 #قبل_الغروب
 149 الوليجة  [ اتخاذ بطانة من الأعداء ] ـــ  الأهداف الغربية  - و الغفلة العربية  :
     لقد أعلن كل المستنرين في العالم العربي و الإسلامي : إن الحرب الصليبية علي الإسلام  لم تنته بعد ، و قوبلوا بالرفض لقولهم ، و التسفيه لآرائهم  ، و رجم أحلامهم  ، و كانت هذه المعارضة ، من سكان الكهوف ، أصحاب القلب المتلوف علي المناصب ، و الملهوف علي المال  ، و هؤلاء يسمُّون بالعلماء ، و مافي عروقهم دماء ، بالإضافة حكام عملاء  لا يهمهم إلا يومهم ، و مناصبهم  ، و عطايا أهلهم وذويهم ، و بسط نفوذهم  في وسط بحيرة  ممزوجة من العرق     و الدماء .


   و جاءت كلمة الرئيس  الأمريكي أوباما   ، لتعلن الاحتقار لكل مسلم ، و كشف أسرار كل حاكم ، و جاءت كلماته واضحة  وضوح الشمس  في ضحاها  ، و تضع النقط علي الحروف ،        و تصفع كل مخمور و مخلوف  .
  بدأ كلمة وداع البيت الأسود  ، بذكر المزايا الاقتصادية  التي قام بها  ، و جلبت الخير للأمة الأمريكية  العظيمة [ في زعمه ]  . ثم تحدث عما أحدثه في العالم العربي من خراب ،           و سألخص هذه الكلمة  في نقاط كما يلي .
قال : إنني قمت باتمام ما بدأه الرئيس جورج بوش  الابن ، بعد فتحه للعراق  و اتممت القضاء علي وحدة العراق ، و إضعاف أهل السنة فيه ، ذلك لأن العراق  بلد ظالم و قد قام بتعذيب اليهود في الأسر البابلي .
ــ المناقشة : الأسر البابلي تم عام 70 ق م منذ ما يقرب من ألفي عام بالتحديد 1946 عاما ، و ما زال اليهود يتذكرون ، و يخطِّطون  للأخذ بثأرهم  من الشعب العراقي ، و لما احتل الأمريكان العراق ، طلب  اليهود من القوات الأمريكية ، أسر مجموعة من النساء   و سجنهم في سجن أبو غريب ، و ربط كل عشرة نساء  في وتد ، و تعريتهم  من الملابس  ، و تصويرهم ، و قد  شاهد العالم كله هذه الصور علي شبكة التواصل  الاجتماعي  ، و اعتذار الأمريكان  بأن ذلك تصرف حدث من مجنَّدة ، و سرعان ما انتقلت الصور إلي إسرائيل  ، و تم تكبيرها ، و تجميلها ، ووضعها  في المعابد اليهودية ،       و كتبوا تحتها ، " لقد وفينا يا رب و أخذنا ثأرنا من نساء العراق " ، مثلما فعل بنا    بخت نصر  عام 70 ق م . أيها العرب هؤلاء الناس يتذكرون ثأرا حدث من ألفي عام ،    و نحن لا نتذكر  ماذا فعلنا ، أو ما فُعِل بنا  في اليوم السابق  علي يومنا ، و ما زال لدى اليهود ثأر كبير مستحق للوفاء  خاصة عند الحجاز ومصر ، و ربما أتحدّث  عن ذلك في مقال لاحق ، و قد قلت في احدى محاضراتي في ولاية نيوجيرسي ، عن العرب :           [ ويل لأمة لا تتذكَّر تحارب أمة لا تنسى  ] .
1-   قال أوباما : إننا استطعنا القضاء علي الربيع العربي ، و قمنا بوأد الديمقراطيات  الوليدة ، و اتفقنا مع إيران أن نترك لها المنطقة العربية ، لتبقي تحت سيطرتنا مدى الحياة ، لكي   لا تصبح خطرا علي إسرائيل ، لأن الحفاظ علي أمن إسرائيل ، و تفُّوقها  يعتبر جزءا من هويتنا الأمريكية ، و قد اتفقنا مع إيران بعد أن تأكدنا أنهم بعيدون عن الإسلام . أما حليفنا السعودي فإننا نعتبره  الآن مصدرا للإرهاب و الشرور في الكون كله .
ــ  المناقشة : يؤكد أوباما : إن لأمريكا دخل كبير في إفساد الثورات العربية ، و تحويل كثير من الدول العربية ، إلي دول فاشلة ، و أنهم اتفقوا مع إيران لتسليمها القيادة         و السيطرة علي العالم العربي ، و هو يدق اسفينا في العلاقة بين الأمة العربية  بسنيَّتها ، و الأمة الإيرانية بشيعتها ، و هو بذلك يحدد نهاية قريبة للمسلمين  بكل طوائفهم ، ليت السنة و الشيعة  و فرق الإسلام الكثيرة يفهمون هذه الحقائق  ـــ لو كانوا يعقلون ـــ      و اعتقد أنهم لن يفعلوا ذلك .
2-   انتقل أوباما من الحديث عن المسلمين  ، و ما أُعد لهم من خطط لفنائهم إلي الحديث عن الإسلام نفسه ، و بيان الحقد اللانهائي علي الإسلام من دول العرب ، فقال : إن مسألة تجديد الخطاب الديني ، أو التعلل بسوء الفهم للإسلام ، لم تعد تُقنع أحدا ، و علي المسلمين  تغيير  دينهم من الأساس ، و عقد مصالحة  بينهم و بين المعاصرة  ، كما فعلنا  نحن في الغرب منذ زمن طويل .
ـــ  المناقشة  : هذا هو الهدف النهائي للغرب ، أوروبا و أمريكا  ، و على بعض العرب من أدعياء العلم الذين لا يملكون إلا الجهل ، أن يعووا ذلك جيدا ، أما مسألة التحضُّر  ، و التعاون الدولي  ، و طلب المساعدة من الغرب  ، و سماع أقوال الذين  سافروا إليه ، و أعيدت صياغة عقولهم فيه ، فكل هذا خيال  ، و خبال ، و لن ينفعنا  إلا عملنا ، و انتاجنا ، و تعاوننا مع بعضنا البعض ، و تقوية جيوشنا ، و الحرص عليها .
  إن المستقبل يحمل لنا أخطارا كثيرة ، و أساس هذا كله بعدنا عن القرآن الكريم ، و عدم الفهم منه ، و استبداله بروايات أصحُّها مظنون ، وأضعفها مركوم .
  يقول الله تعالي في هذا الموضوع : {  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ } سورة آل عمران الآية 100
 وهذا ما قال به أوباما وحدده كهدف نهائي  للحضارة الغربية تجاه الإسلام  .
 يقول الشاعر / محمد إقبال :
                               إذا الإيمان ضاع                       فلا أمان
                                ولا دنيا                               لمن لم يحي دينه
                              و من رضي الحياة بغير دين            فقد جعل الفناء له قرينا
                                     بذنوبنا أعطانا الله جهلا يغنينا عن كل علم
 ا . د / محمد أبو زيد الفقي
23 محرم 1438 هـ ، 24 أكتوبر 2016م

http://www.sanabelalezaa.com/5246-2/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق