سنابل العزة

الأربعاء، 27 يناير 2016

قبل الغروب - عوامل السقوط - رد القرآن الكريم


 
 بقلم :د  .محمد أبوزيد الفقي


19- رد القرآن الكريم "2" الانتقال من الكتاب الأول للكتاب الثاني
لم تمض الأحداث كما خطط لها الذين دسوا بعض الأحاديث على كتب السنة، بل انتقل ذلك إلى كافة مناحي الحياة، فالذين ادخلوا حديث 
[ لا يدخل أحدكم الجنة بعمله...] على صحيح مسلم إثناء الطبع كان هدفهم هو [ فك الالتزام بين الجزاء و العمل  ، أي صرف الناس في العالم العربي  والإسلامي ، عن بذل الجهود المطلوبة لتحقيق طاعة الله تعالى ،والتي تتشح بالإخلاص ،والورع ،وأصبحت الجنة بعد هذا الحديث تعطى بالصدفة لأي إنسان مهما عمل من سيئات ، أو اقترف من ذنوب  ، كما ذكرنا في المقال السابق إن هذا الحديث وحده يرد نصف القرآن تقريبا ، لأن القرآن الكريم يحدد في ثلاثة آلاف و ثلاثين آية أن الجنة لا يدخلها أحدا إلا بعمله  الصالح .

وفى هذا المقال نلقى الضوء على ما فعله هذا الحديث فى حياة العرب خاصة ، لأنه فك الترابط بين العمل والجزاء عليه ومن هنا تختلف الأمة العربية عن جميع البشر على الأرض فى أن العمل يختلف عن الجزاء وسوف نوضح ذلك فى الصور التالية

أ‌-      وعلى سبيل المثال : إذا كانت الجنة لا تدخل بالعمل [ لا يدخل أحدكم الجنة بعمله ...] فإن المرتب لا يقبض بالعمل ومفاد هذا [ لا يقبض أحدكم مرتبه بعمله ي] ، ولذلك نجد أنه فى دول الخليج تقدر مخصصات للأسرة الحاكمة ، الجاثمة على صدر الدولة ، والمسلمة لثرواتها لأعداء الإسلام ، تُقدر لهؤلاء مخصصات ، ولمن يدور فى فلك هذه الأسرة ،أو من يساعدها على سرقة ثروات شعبها ، تقدر لهم مخصصات لا علاقة لها بالعمل ، أو بالإنتاج ، ويتم قبض هذه المبالغ شهريا ،دون النظر إلى تسجيل أى ساعة عمل ، بل إن هؤلاء الموظفون المحظوظون يسافرون إلى كل بلاد العالم بحثا عن المتعة ، والتمتع بما يتاح ، وينتظرون السماسرة فى هذه البلاد ، ويأخذون أموالهم  بلا حساب على العمل والجزاء ، وفى سنة 1975م  كان عدد الموتى من الجوع فى الصومال المسلم و جنوب السودان ودارفور بالسودان ودول ؟إسلامية كثيرة كان عدد الموتى يربو على مليوني جائع وكان إطعام هؤلاء يحتاج إلى 70 سبعين مليون دولار .



 فى هذا الوقت أقام أحد أمراء الأسرة السعودية بعمل حفل فى جزر هاواى لزواج قطته ذات العيون الزرقاء من قط أحد النبلاء فى إمارة موناكو ذو عيون خضراء ، وتم دعوة كثير من الفنانين والشخصيات العامة لحضور هذا الحفل الذى تكلف 750000 سبعمائة وخمسون ألف دولار ، وكان نصفهم تكفى لإنقاذ مليوني مسلم ومسيحي يموتون من الجوع .

ب‌-  في مصر لا علاقة للمرتب بالعمل ،فالموظف يعمل خمسة أيام في الشهر ، أي يذهب لعمله دون عمل ، ومع ذلك مرتبه مقدس ، وكثير من الموظفين يمارسون أعمالا أخرى ، ويترتب على هذا ضياع مصالح الناس ، وإهدار الثروة القومية ، ويتضح ذلك من هذا المثال نفرض أن الموظف أي موظف سيتعامل مع خمسين فرد من أفراد الشعب ، وغاب عن عمله ، أو حضر ولم يعمل ، فإن هؤلاء الأفراد سيعودون إلى بيوتهم في نهاية اليوم دون قضاء حاجة في عملهم ، ويترتب على ذلك أنهم أنفقوا في السفر على الأقل 20جنيها ، بالإضافة إلى تعطلهم عن العمل في هذا اليوم ، وهو يساوى مائة جنيه ، فتكون الخسارة في السفر والتعطل 120*50= 6000أى ستة آلاف جنيه ضيعها هذا الموظف في يوم واحد أضف على ذلك نقص إنتاج الخمسين ، مخصوما من إنتاج الوطن بما يعادل 10000 عشرة آلاف جنيه ، بالإضافة إلى حالة الإحباط واليأس التي سيعود بتا هؤلاء دون قضاء حاجة وهى ربما تأتى لهم بأمراض ،أو لبعضهم ويعالجون بأموال طائلة هذت إذا كان عندهم شعور بالوقت ، وحسبوها كما سبق ، أما إن كان في ضياع الوقت تسلية وترفيه فلا بأس.

ومن ناحية أخرى في بعض الهيئات الدينية ، مثل الأوقاف في مصر مثلا ، يتقاضى الإمام راتبه من أجل أن يؤم الناس ، ويعلمهم الدين وهو مسئول عن ربط العمل بالجزاء عند الناس ، ومن حسن حظه أنه يتقاضى راتبا لكي يؤدى الصلاة ، وليس هناك أفضل من ذلك في العالم ، ولكن المحقق أن تسعة وتسعين في المائة منهم لا يذهبون إلى المسجد الخاص بهم ، إلا يوم الجمعة ، وربما يندبون غيرهم لأداء الصلاة ، ولكنهم لو شعورا ، أن راتبهم سينقص جنيها واحدا لقاموا بعمل وقفة احتجاجية ، ومظاهرة أمام الوزارة ، ويقوم الوزير برفع رواتبهم مكافئة لهم لأنهم لا يعملون ، ولأن الراتب لا علاقة له بالعمل مثل الجنة تماما ، وهذا ما جنيناه ببعدنا عن القرآن الكريم.

وفى الجامعات هناك أساتذة لا يذهبون ، ولا يبحثون ولا يدرسون إلا بعض كلمات ممجوحة لا تساوى شىء ، لكنهم يُرقون إلى كل المناصب لأنهم مهذبون مع رؤساؤهم مساندون لنظامهم ، يبذلون جهدا كبيرا للتلفيق والتوفيق ومن هنا يحصلون على ضعف مرتبهم ، لأن الراتب لا علاقة له بالعمل الشريف .

وعند بعض رجال الأعمال يمكن أن تكون ثروة طائلة دون عمل يكفى أن تعرف الطريق إلى بعض أصحاب النفوذ ، وتحصل على ثلاثة آلاف فدان على طريق مهم من أجل الزراعة ، سعر الفدان 50 خمسين جنيها على خمسين سنة ، وتقوم بزراعة مساحة صغيرة ، وتستخرج رخصة بناء قصور وفلل ، وتبيع المتر ب6 ستة آلاف جنيه ، فيكون سعر الفدان على الدولة [ مال الشعب الفقرى 50 جنيها ] وسعر الفدان لهذا الفهلوي الواصل 24 أربعة وعشرين  مليونا من الجنيهات وذلك لأن الثروة لا تترتب على العمل كما فى جميع دول العالم ، انما تؤخذ بالصدفة والفهلوة ، كما يدخل الناس الجنة بلا عمل .

ومثل هذا الرجل فعلت إحدى الراقصات، وحصلت على مزرعة من ألفين فدان، وبدأت تبنى فيها القصور وتفعل كما فعل، ترى ماذا دفعت ؟ ولكن الثروة فى بلادنا لا علاقة لها بالعمل ، ومع هذا هنا رجال أعمال  شرفاء يعملون الليل والنهار معتقدين  أن العمل هو أساس الثروة ، ولكنهم صامدون صابرون  فى انتظار أن تستقيم الأمور.

هذه أمثلة قليلة تفتح للشباب بابا للبحث بعد سقوط الأمة وهو قريب ، ولكمهم إذا اهتدوا بالقرآن الكريم وبالسنة التى لا ترده ولا تعارضه فربما يستطيعون القيام من الوهدة الذليلة ، والرقدة العليلة ، وينهضون بأمتهم مرة أخرى أننى أقدم عناوين فقط ، لمن يريد أن يعمل ويبحث ، ولكن الجهد كله سيكون على الشباب ، وحالى مثل غراب يصيح فوق سفينة توشك أن تغرق .

ولم يقف فك التلازم بين العمل والجزاء عند انهيار الاقتصاد ،والصناعة ، والزراعة في الأمة العربية بل تعداه إلى السلوك والاعتقاد ، ففي أحد برامج التليفزيون سأل المذيع أحد الراقصات

 كيف تقضين شهر رمضان ؟
قالت : اقضيه معتكفة في الحرم بجوار الكعبة الشريفة .
قال : علمت أنك تعملين مائدة للرحمن في رمضان
قالت: نعم من أجل إطعام الفقراء أفضل طعام.
قال : معنى ذلك أنك لا تتركين فرضا فى الصلاة
قالت : أصلى أحياننا ولكنها صلاة قليلة وربما أقضى شهرا كاملا وأنا لا أصلى  بسبب العمل والحفلات والشرب فيها .
قال المذيع: إذن أنتي مقصرة وفعلك للخير ربما لا يدخلك الجنة كما تريدين
قالت : ومن قال لك أن الجنة لا تُدخلها إلا بالعمل ؟ إننا سندخلها برحمة الله تعالى وأنا أحب الله من كل قلبى .


      ما بين ضال المنحنى وظلاله              ضل المتيم واهتدى بضلاله
نحن كائنات بلا كون  ووجود بلا عله
نحن لغز معجز لا تستطيع الجن حله

بذنوبنا اعطانا الله جهلا يغنينا عن كل علم

ا.د محمد أبوزيد الفقى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق