147- الروهينجا
- مسلمون تآمر عليهم العالم الإسلامي
يعيش
المسلمون في بورما – ميانمار حاليا في ظروف لا يمكن لبشر أن يتصورها .
الموقع :-
بورما : هي إحدى دول شرق آسيا ، و تقع علي
امتداد خليج البنغال ، و يحدها من الشمال الشرقي الصين ، و تحدها الهند و
بنجلاديش من الشمال الغربي ، و تشترك حدود
بورما مع كل من لاوس ، و تايلاند ، أما حدودها الجنوبية فسواحل تطل علي خليج البنغال ، و المحيط
الهندي ، و يمتد ذراع من بورما نحو الجنوب الشرقي في شبه جزيرة الملايو ، و كما ترى فالموقع متميز
والمسلمون حولها ، ( 70 ) مليون في
الصين تقريبا ، و ( 150 ) مليون في الهند ،
و (84 ) مليونا في بنجلاديش ، و في المقابل تحاصرها البوذية ، في الصين و الهند ،
وتايلاند ، ولاوس ، و الملايو .
و صول المسلمين إلي بورما :
يختلف المؤرخون كثيرا حول هذه النقطة بالذات ، فمنهم من يجعل البداية في القرن السابع
الميلادي بعد ظهور الإسلام بوقت قصير. دخل حدود بورما ، بحاران مسلمان من
أسرة [ بيات تي ] ، و [ بيات
تا ] و بدأ ينشران الإسلام و لكن حاكم بورما قتل الأخ الأكبر منهم ، لخوفه من أن
ينتزع منه الملك ، و بدأ المسلمون يأتون
من الهند و الصين ، و يسكنون في
عدة ولايات في بورما أكبرها ، أراكان ، و
هي مركز تجمعهم الآن .
في فترة
الاحتلال البريطاني لبورما ، تساوى عدد المسلمين مع عدد البوذيين في بورما و هذه
الفترة كانت من [ 1885 م – 1941 م ] ، و المسلمون الآن يعيشون في إقليم أراكان ، و هذا الإقليم لم يكن تابعا لبورما حتى ضمه الملك البوذي [
بودا باي ] عام 1784م قبل الاحتلال
البريطاني بمئة عام علي الأقل . و قد حكم
بورما سلاطين مسلمين من أراكان ، و من الهند و أقاموا فيها عدل الإسلام و طهارته ،
دخل كثير من البوذيين في الإسلام سعداء ، و كانوا يتفاخرون بهذه الفترات من
الحكم الإسلامي الذي أخرج بعضهم من عالم الحيوان ، و أدخلهم عالم الإنسان الموحِّد الملتزم الذي
يبذل قصارى جهده لإسعاد أخيه الإنسان و كل هذا علي أساس من التوحيد و الشريعة
الإسلامية التي لا مثيل لها علي الأرض الآن ، و هي السفينة المنتظِرة في مرفأ لإنقاذ الإنسان من الدرك الأسفل الذي وصل إليه .
بعد
كل هذه الأنوار التي قدمها الإسلام لهذه البقعة
العزيزة علينا من الأرض ، و بعد قرار الغرب القضاء عليه في نفوس
أصحابه ، صدرت التعليمات للبوذيين بإخراج
المسلمين من بلادهم ، و قتلهم ، و نفيهم ،
و تهجيرهم بدون ذنب ارتكبوه إلا أنهم
يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول
الله .
و تم تهجير أربعة ملايين حتى الآن ، و قتل
مليونين ، و كما فعل العرب في قضية فلسطين
بالتحالف مع الصهاينة و الأمريكان ،
و تنفيذ ما يريدون ، فعلوا نفس الشيء
مع مسلمي أراكان في بورما ، فغضوا الطرف عما يفعله البوذيون بالمسلمين ، و
عموا و صموا ثم عموا و صموا ، و لم يذكر
أحد هذا الشعب وهو يُقتل ليل نهار ، و برعوا في نفاقهم القديم ، و خنوعهم المعاصر
، و إن كان هذا هو ما حدث من معظم
الدول المهزومة ، فإن ما يحدث من
علماء الدين ، قد يصيبك بالجنون إذا ما فكرت فيه و أخذته علي محمل الجد ،
فيوم الجمعة يصعد المنابر ( 2 ) مليون
خطيب في العالم الإسلامي يتحدثون
في خرافات ، و خزعبلات ، و أهم ما
في خطبهم الدعاء لولي الأمر .
و لا أحد منهم يذكر مسلمي
الروهينجا الذين يُقتلون ، و يُحرقون ، و
يُعذبون لأنهم مسلمون .
و
إذا تركنا هؤلاء ، و اتجهنا إلي الأنظمة
الحاكمة فإننا نجد أن سفراء بورما يستقبلون
في دول العالم الإسلامي ، استقبالات ممتازة ، و لا تجد دولة
ممن يدعون حماية الإسلام ، و الدفاع عنه ، يهمس مسئول فيها في أذن
السفير البوذي ، و يقول له ارحموا
المسلمين في بلادكم لأن هذا سيؤثر علي
علاقتنا بكم ، حتى من ينتسبون إلي الحرمين الشريفين لم يفعلوا هذا ، لأنهم مشغولون بمهمة قتل أهل
اليمن ، و سوريا ، و العراق تنفيذا لنفس التعليمات التي تلقاها البوذيون بقتل المسلمين
الروهينجا ، و بعد ذلك يكفرِّون من
يعترض علي ولي الأمر و يفسِّقون من يُطيل الثياب و يحلق اللحية .
من
الأمور الهامة في الإسلام التي تسبق كل
عبادة ، و تتفوق علي كل عادة ، هو الدفاع
عن المسلم المظلوم . يقول الله تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ } سورة
الحجرات الآية 10، و يقول رسول
الله صلي الله عليه و سلم [ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له
سائر الأعضاء بالسهر و الحمى ]
أين رجال السياسة ؟ أين رجال الدين ؟ أين
الشباب القادر علي التظاهر في أي بلد
إسلامي مظاهرات سلمية هادئة ، يرفع شعار " لا " لقتل المسلمين في بورما
: أين رجال الأعمال الذين يُصدِّرون
إلي بورما و يستوردون منها ليقوموا بمقاطعة هذا البلد الشاذ الغريب ؟ أين
كتاب الصحف و ملوك الفضائيات للحديث عن هذا الموضوع ؟ أين الشباب الذي يرسل رسائل بالملايين لحكومة بورما المجرمة ، و يقول لرئيسها : أعرض عن هذا فلا ذنب
لهؤلاء الناس ؟ أين الذين يصفون أنفسهم
بأنهم أصحاب الفضيلة ؟ و بعضهم عنوانا ثابتا علي الرذيلة ، أين الدم الذي يجري في العروق ، إنني أناشد
العالم الإسلامي من أقصاه إلي أقصاه : إذا لم يكن عندكم قلب فليكن عندكم دم ، إن أوروبا اهتزت كلها لقتل طالب إيطالي في
مصر ، و مسلمي الروهينجا يقتلون في بورما [ يانمار ]
بالملايين ، إن الأوروبيين علاقتهم
بدينهم ساذجة ، و بسيطة ، و لكن
علاقتهم بكرامتهم قوية و متينة ، فهيا ننقذ إخواننا في بورما بقدر ما نستطيع فإنه عار علينا قد يَذهب بهويتنا الدينية ، و عقيدتنا
الإسلامية ، و يجب ألا نعتمد علي
بعض العلماء و ننتظر منهم شيئا لأنهم لا
يرجون شيئا غير المنصب و الكرسي ، فآحاديث بعضهم و كلامه ، خزي و
ندامة .
إنني
أركز علي نصرة مسلمي الروهينجا في بورما بجهد شعبي و سياسي ، و ثقافي
، و بجهد الشباب
بالمراسلة ، و الاحتجاج علي مواقع التواصل
الاجتماعي ، و ربما رأي البعض جهودا لم أذكرها فعليه القيام بها و الله يجازيه عنا خير الجزاء ، أما عن الكبار فيكفي فيهم قول الله تعالى : { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا
لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }
سورة الأنعام الآية 123
بذنوبنا أعطانا الله جهلا يغنينا عن كل علم
ملحوظة :
موقع
مقاطعة أراكان في بورما يمكن أن
يكون [
رأس كوبري ]بالتعبير العسكري
لنشر
الإسلام في بلاد متعطشة إليه .
ليت قومي يعلمون ذلك .
ا . د / محمد أبو زيد الفقي
17 سبتمبر 2016 ، 15 ذي الحجة 1437هــ
www.sanabelalezaa.com الموقع
الالكتروني
Dr. MoHaMMeD Abo ZeeD AlfeQy صفحة الفيس بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق