قبل
الغروب
عوامل السقوط
144- هزارا مهارا – جامعة [ كان كان ] عيروض 13 – فاسكونيا
#سنابل_العزة
في نومي جاءني عيروض الجني رحبت به
وعاتبته علي غيابه عني و تركي للهواجس ،
قال : سامحني ، لقد وعدتك بالحديث عن فساد
جامعة كان كان و المؤسسة الدينية كلها في
جمهورية فاسكونيا .
في عام 115 ميلادية كان الفساد قد عم هذه
الجامعة و أصبح النفاق هو العلِم الوحيد المحترم في هذه الجامعة و سأضرب مثلا
واحدا علي الفساد ثم نتابع نشر هذا الفساد بعد ذلك :
في
احدي قري جمهورية فاسكونيا تربي الطفل عدارا نجارا و أنهى دراسته في القرية ، و ذهب إلي المدينة القريبة ، و أنهى دراسته أيضا ، ثم رحل إلي عاصمة فاسكونيا
والتحق بجامعة كان كان ، و عن طريق حفظ الكتب و تقبيل الأيدي و الأحذية – و هذه من
أسس النجاح و التفوق في هذه الجامعة –
حصل علي الدكتوراه ، مع أن زملائه في الدراسة كانوا يسمونه [ الثور ] ، و تعرف علي هزارا مهارا و هي فتاة لم يطلب يدها أحد ، و كانت تجاروه في
السكن ، و كانت تعمل بالصحافة ، و تقدم و طلب يدها لكي تعلِّي وظيفته ، و ترفع خسيسته ، و بالفعل لم تأل جهدا ، و لم تقصر في هذا و كانت
دائمة الاتصال بالجامعة تلمع قادتها ، في الصحف
وهي تعلم أن قبلتهم جميعا المال و
المنصب ، أما نصرة الدين فهو كلام يقولونه
و يتخلون عنه لأي سبب تافه ، و كانت
تذهب أيضا إلي الملفحة و هي مكان الرجل الصالح ، الذي يرأس المؤسسة الدينية ، و
تحاول معهم ما حاولته في الجامعة ، من أجل ترقية زوجها عدارا نجارا ، وتمت ترقيته كرئيس قسم متجاوزا زملاءه ، ثم
بعد ذلك حاولت أن ترقيه عميداً لإحدى
الكليات ، و لكن كانت هناك عقبة كؤود قابلته في ترقيته
عميد لأنه كان يحصل علي رشاوى من طلبة
الدراسات العليا و لا يتعفف عن المال العام
، و غيره يفعل ذلك في هذه الجامعة ،
و لكنه رُصد من رجل نزيه من رجال مراقبة المال العام ، و تمسَّك هذا الرجل بموقفه
برغم محاولات زوجته هزارا مهارا ، و ذهبت لهذا الرجل المحترم في بيته ، و عرضت عليه
منصب في عمله ،
أو تلميعه في الصحافة ، و عرضت عليه أشياء أخرى لم يوافق عليها . و عادت
لبيتها حزينة فهي لم تُرفض لها شفاعة من قبل ، و لكن الحلم يخامرها ،و يخامر
زوجها ، إلي أن توليَّ رئاسة المؤسسة الدينية في منصب الرجل الصالح ، رجل طيب حنون عطوف و
عندها فكرت هزارا مهارا ، و قالت لزوجها
عدارا نجارا : لماذا لم تلتصق بهذا الرجل ، و تكون بجواره ، فهو يشاع عنه أنه يضعف أمام كل من يقبل يده ،و
يعطيه ما يشاء حتى لو طلب ملكية الملفحة ،
و جامعة كان كان ، و بالفعل ذهب عدارا نجارا ، إلي الملفحة و جلس مع الرجل الصالح وكان يقبل يده في اليوم عشر مرات ، و كان يطلب منه أن يعين
عميدا و لو لشهر واحد قبل أن يخرج علي المعاش ، و كان الرجل الصالح يتعاطف معه ، و
لكن التقارير تأتي من الجهات الخاصة بالرفض بسبب فساد الذمة و طول اليد ، و في يوم
من الأيام تفتق ذهن عدارا نجارا عن فكرة
جهنَّميَّة ، فدخل علي الرجل الصالح و قبل يده ، ثم سجد علي حذائه و صار يقبل فيه
و حاول الرجل الصالح منعه ، و لكنه استمر حتى دخلت مجموعة أخري تريد أن تقبل ، فرفعوه
من الأرض ، و هو يبكي و يقول : لماذا لا تتركوني حتى أشبع نفسي و قلبي . و أشار له
الرجل الصالح أن يجلس بجواره ، و بعد مغادرة
المقبلِّين للأيادي و الأحذية :
قال له الرجل الصالح : ماذا تريد ؟
قال عدارا نجارا : أريد أن أكون عميدا قبل خروجي علي المعاش .
قال
الرجل : و ماذا أفعل و كل تقاريرك تشكك في ذمتك
قال عدارا : من الممكن أن أطمع في كرم و عطف سيادتكم بعمل كلية جديدة تكون خارج نطاق المراقبة . و هي
ليس لها نظير في العالم .
قال الرجل : و ما هي هذه الكلية التي ليس لها
نظير في العلم ؟
قال عدارا : كلية الدراسات العليا و نسميها [
كلية الدراسات العليا للكوسة و الفاصوليا ]
قال الرجل : في جامعة كان كان نائب لرئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا ،و معه إدارة كاملة تعمل لهذا الغرض ، و لا يوجد جامعة في العالم
فيها كلية للدراسات العليا ، و كل كلية في جامعة كان كان فيها دراسات عليا و فيها
أساتذة يدرِّسون و الجامعة تراقب هذه
الدراسة مثل كل الجامعات .
قال
عدارا نجارا : هذه الكلية ستكون متخصصة في تحويل الدراسات العليا إلي دراسة الكوسة و الفاصوليا ، و ستقوم بالقضاء علي الإبداع عند الأساتذة و الطلاب ، و
سوف يحضرون هنا في العاصمة ، و سوف يدرِّس
لهم مجموعة ممن يقبلون حذائكم كل يوم ، و
هم أولى بهذه الهبرة .
قال
الرجل : و ما دور أساتذة الأقاليم و هم يزيدون علي خمسين كلية هل سيسكتون ؟ و هم يُطعنون في علمهم و شرفهم .
قال
عدارا : جرب أنت و لن تجد
معارضا لأنهم تربوا علي الجبن و علي تقبيل
الأيادي و الطاعة ، و هم أجسام
ميتة لا حراك فيها .
قال
الرجل : علي بركة الله نعمل لك الكلية التي تريدها .
قلت
يا عيروض : بهذه السهولة يتم القضاء علي
الدراسات العليا في جامعة كان كان
قال عيروض : الفساد لا حدود له ، و الإنسان
إذا لم يجد من يحاسبه يفجر فجورا لا حدود له ألم تفهم قوله تعالى : [ قُتِلَ الإنسان ما أكفره ]
فخالق الإنسان يتعجب من فجوره و كفره . و
أعلم أن كل هذا قد تم من أجل عيون
الإعلامية هزارا مهارا و هذا أسوأ ما في
الموضوع .
قلت : يا عيروض كم تكلف هذه الكلية جمهورية فاسكونيا ؟
قال : إذا حسبنا مصاريف
الاجتماعات و الدراسة و استقدام الأساتذة
من كل مكان في جمهورية فاسكونيا ، ثم سفر الطلاب لتلقي الجهل من مقبلي
الأحذية ، و هم جميعا نجعاويون فإن
المبلغ يزيد علي مئة مليون مجيدي ، و هي عملة فاسكونيا ، أما إذا ما أضفت سكن
الطلاب في العاصمة فإن المبلغ قد يصل إلي مئة و خمسين مليونا .
قلت : كل هذا : فساد الدين و الدنيا و ضياع العلم بسبب معكوف علي الحذاء ملهوف علي العمادة .
قال عيروض : و ليته بقي فيها
، بل خربها و أنصرف بعد أن أُحيل علي
المعاش .
قلت : و أين أجهزة المراقبة ؟
قال : في الدول المتخلفة
الفاسدة مثل جمهورية فاسكونيا ، الفساد
يكون عاما و شاملا ، فإذا كانت الأجهزة تسمي الرقابة الإدارية في كل الدول ، فإنها في جمهورية فاسكونيا تسمي الرقابة المهلبية الغبية .
قلت : و ما العمل ؟
قال : لا تتعجل بالحزن فسوف
أحدثك في المرات القادمة عن نماذج من الرشاوى
المادية و الجنسية في هذه
الجامعة .
قلت : إنا لله و إنا إليه
راجعون .
قال : نعم . و لكنكم ستدفعون
ثمن السكوت علي الظلم ، مصائب تنزل على
رؤوسكم ، و أمراض تغمر أجسامكم و
كرامة تضيع من بين أيديكم .
قلت : وحكومة فاسكونيا ماذا
عنها ؟ قال : دعنا نتخلص أولا من فساد
رجال الدين ، و بعد ذلك يكون لكل حدث حديث .
بذنوبنا أعطانا الله جهلا يغنينا عن كل علم
ا . د . محمد أبو زيد الفقي
13أغسطس 2016م ، 7 ذو القعدة 1437هـ
www.sanabelalezaa.com الموقع
الالكتروني
Dr. MoHaMMeD Abo ZeeD AlfeQy صفحة الفيس
بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق