سنابل العزة

السبت، 13 أغسطس 2016

هزارا مهارا – جامعة [ كان كان ] عيروض 13 – فاسكونيا


 قبل الغروب
عوامل السقوط

144- هزارا مهارا – جامعة [ كان كان ]  عيروض 13 – فاسكونيا
 #سنابل_العزة
       في نومي جاءني عيروض الجني رحبت به وعاتبته علي غيابه عني و تركي للهواجس ،
قال : سامحني ، لقد وعدتك بالحديث عن فساد جامعة كان كان  و المؤسسة الدينية كلها في جمهورية فاسكونيا .
في عام 115 ميلادية كان الفساد قد عم هذه الجامعة و أصبح النفاق هو العلِم الوحيد المحترم في هذه الجامعة و سأضرب مثلا واحدا علي الفساد ثم نتابع نشر هذا الفساد بعد ذلك :
   في احدي قري جمهورية فاسكونيا تربي الطفل عدارا نجارا و أنهى دراسته في القرية ،      و ذهب إلي المدينة  القريبة ، و أنهى  دراسته أيضا ، ثم رحل إلي عاصمة فاسكونيا والتحق بجامعة كان كان ، و عن طريق حفظ الكتب و تقبيل الأيدي و الأحذية – و هذه من أسس النجاح      و التفوق في هذه الجامعة – حصل علي الدكتوراه ، مع أن زملائه في الدراسة كانوا يسمونه    [ الثور ] ، و تعرف علي هزارا مهارا  و هي فتاة لم يطلب يدها أحد ، و كانت تجاروه في السكن ، و كانت تعمل بالصحافة ، و تقدم و طلب يدها  لكي تعلِّي وظيفته ، و ترفع خسيسته ،  و بالفعل لم تأل جهدا ، و لم تقصر في هذا و كانت دائمة الاتصال بالجامعة تلمع قادتها ، في الصحف  وهي تعلم أن قبلتهم جميعا المال  و المنصب ، أما نصرة الدين  فهو كلام يقولونه     و يتخلون عنه لأي سبب تافه ، و كانت تذهب أيضا إلي الملفحة و هي مكان الرجل الصالح ، الذي يرأس المؤسسة الدينية ، و تحاول معهم ما حاولته في الجامعة ، من أجل ترقية زوجها عدارا نجارا  ، وتمت ترقيته كرئيس قسم متجاوزا زملاءه ، ثم بعد ذلك حاولت أن ترقيه عميداً  لإحدى الكليات  ،      و لكن كانت هناك عقبة كؤود قابلته في ترقيته عميد لأنه كان يحصل علي رشاوى  من طلبة الدراسات العليا و لا يتعفف عن المال العام  ، و غيره  يفعل ذلك في هذه الجامعة ، و لكنه رُصد من رجل نزيه من رجال مراقبة المال العام ، و تمسَّك هذا الرجل بموقفه برغم محاولات زوجته هزارا مهارا ، و ذهبت لهذا الرجل المحترم في بيته ، و عرضت عليه منصب  في عمله  ،      أو تلميعه في الصحافة ، و عرضت عليه أشياء أخرى لم يوافق عليها . و عادت لبيتها حزينة فهي لم تُرفض لها شفاعة من قبل ، و لكن الحلم يخامرها ،و يخامر زوجها  ، إلي   أن توليَّ رئاسة المؤسسة الدينية  في منصب الرجل الصالح ، رجل طيب حنون عطوف و عندها فكرت هزارا مهارا ، و قالت لزوجها  عدارا نجارا :  لماذا  لم تلتصق بهذا الرجل ، و تكون بجواره  ، فهو يشاع عنه أنه يضعف أمام كل من يقبل يده ،و يعطيه ما يشاء  حتى لو طلب ملكية الملفحة ، و جامعة كان كان ، و بالفعل ذهب عدارا نجارا ، إلي  الملفحة    و جلس مع الرجل الصالح وكان يقبل يده  في اليوم عشر مرات ، و كان يطلب منه أن يعين عميدا و لو لشهر واحد قبل أن يخرج علي المعاش ، و كان الرجل الصالح  يتعاطف معه ،      و لكن التقارير تأتي من الجهات الخاصة بالرفض بسبب فساد الذمة و طول اليد ، و في يوم من الأيام  تفتق ذهن عدارا نجارا عن فكرة جهنَّميَّة ، فدخل علي الرجل الصالح و قبل يده ، ثم سجد علي حذائه و صار يقبل فيه و حاول الرجل الصالح منعه ، و لكنه استمر حتى دخلت مجموعة أخري تريد أن تقبل ، فرفعوه من الأرض ، و هو يبكي و يقول : لماذا لا تتركوني حتى أشبع نفسي و قلبي . و أشار له الرجل الصالح أن يجلس بجواره ، و بعد مغادرة  المقبلِّين للأيادي    و الأحذية : قال له الرجل الصالح : ماذا تريد ؟




قال عدارا نجارا : أريد أن أكون عميدا  قبل خروجي علي المعاش .
 قال الرجل : و ماذا أفعل و كل تقاريرك تشكك في ذمتك
قال عدارا : من الممكن أن أطمع في كرم و عطف  سيادتكم  بعمل كلية جديدة تكون خارج نطاق المراقبة . و هي ليس لها نظير في العالم .
قال الرجل : و ما هي هذه الكلية التي ليس لها نظير في العلم ؟
قال عدارا : كلية الدراسات العليا و نسميها [ كلية الدراسات العليا للكوسة و الفاصوليا ]
قال الرجل : في جامعة كان كان  نائب لرئيس الجامعة  لشئون الدراسات العليا ،و معه إدارة كاملة  تعمل لهذا الغرض ، و لا يوجد جامعة في العالم فيها كلية للدراسات العليا ، و كل كلية في جامعة كان كان فيها دراسات عليا و فيها أساتذة  يدرِّسون و الجامعة تراقب هذه الدراسة  مثل كل الجامعات .
 قال عدارا نجارا : هذه الكلية ستكون متخصصة في تحويل الدراسات العليا  إلي دراسة الكوسة و الفاصوليا ، و ستقوم  بالقضاء علي الإبداع عند الأساتذة و الطلاب ، و سوف يحضرون هنا في العاصمة ، و سوف  يدرِّس لهم مجموعة ممن يقبلون حذائكم  كل يوم ، و هم أولى بهذه الهبرة .
 قال الرجل : و ما دور أساتذة الأقاليم و هم يزيدون علي خمسين كلية  هل سيسكتون ؟ و هم يُطعنون في علمهم و شرفهم .
 قال  عدارا :  جرب أنت و لن تجد معارضا  لأنهم تربوا علي الجبن و علي تقبيل الأيادي         و الطاعة ، و هم أجسام ميتة لا حراك فيها  .
 قال الرجل : علي بركة الله نعمل لك الكلية التي تريدها .
 قلت يا عيروض : بهذه السهولة  يتم القضاء علي الدراسات العليا في جامعة كان كان
قال عيروض : الفساد لا حدود له ، و الإنسان إذا لم يجد من يحاسبه  يفجر فجورا لا حدود      له ألم تفهم قوله تعالى :  [ قُتِلَ الإنسان ما أكفره   ] فخالق الإنسان يتعجب من فجوره و كفره .   و أعلم أن كل هذا  قد تم من أجل عيون الإعلامية   هزارا مهارا و هذا أسوأ ما في الموضوع .
قلت : يا عيروض كم تكلف هذه الكلية جمهورية فاسكونيا ؟
 قال : إذا حسبنا مصاريف الاجتماعات و الدراسة و استقدام الأساتذة  من كل مكان في جمهورية فاسكونيا ، ثم سفر الطلاب لتلقي الجهل من مقبلي الأحذية ، و هم جميعا نجعاويون  فإن المبلغ  يزيد علي  مئة مليون مجيدي ،  و هي عملة فاسكونيا ، أما إذا ما أضفت سكن الطلاب في العاصمة فإن المبلغ قد يصل إلي مئة و خمسين مليونا .
 قلت : كل هذا :  فساد الدين و الدنيا و ضياع العلم بسبب  معكوف علي الحذاء  ملهوف علي العمادة .
 قال عيروض : و ليته بقي فيها ، بل خربها و أنصرف  بعد أن أُحيل علي المعاش .
 قلت : و أين أجهزة المراقبة ؟
 قال : في الدول المتخلفة الفاسدة  مثل جمهورية فاسكونيا ، الفساد يكون عاما و شاملا ، فإذا كانت الأجهزة  تسمي الرقابة الإدارية في كل الدول  ، فإنها في جمهورية فاسكونيا  تسمي الرقابة المهلبية  الغبية .
قلت : و ما العمل ؟
قال : لا تتعجل بالحزن  فسوف أحدثك في المرات القادمة عن نماذج من الرشاوى  المادية        و الجنسية في هذه الجامعة . 
 قلت : إنا لله و إنا إليه راجعون .
 قال : نعم . و لكنكم ستدفعون ثمن السكوت علي الظلم ، مصائب  تنزل على رؤوسكم ،          و أمراض تغمر أجسامكم و كرامة تضيع من بين أيديكم .
 قلت : وحكومة فاسكونيا ماذا عنها ؟ قال : دعنا  نتخلص أولا من فساد رجال الدين ، و بعد ذلك يكون لكل حدث حديث .
                                 بذنوبنا أعطانا الله جهلا يغنينا عن كل علم
ا . د . محمد أبو زيد الفقي

13أغسطس 2016م ، 7 ذو القعدة 1437هـ
www.sanabelalezaa.com   الموقع الالكتروني
Dr. MoHaMMeD Abo ZeeD AlfeQy   صفحة الفيس بوك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق