132- جاموس
مار - ولعبة الدمار : جامعة كان كان - عيروض ( 11 ) فاسكونيا – 2
في نومي رأيت عيروض وكان لي مدة لم أره ، كان قد وعدني بالحديث عن جامعة كان كان
قلت : مرحِّبا يا عيروض ما الذي شغلك عني ؟ لقد سألني كثير من قراء الموقع والصفحة
قال : شُغلت عنك لأسباب بنا ، لأننا قبائل من الجن ، وهذا هو الأصل ، ثم
العفاريت وهؤلاء مثل محدودي الدخل عندكم ،
فقراء يسبِّبون كثيرا من المشاكل ، لنا وللبشر من أمثالكم ، و هناك طبقة
ثالثة وهم الشياطين ، وهؤلاء مردة كفرة ،
ولكنهم يتظاهرون بالصلاح والتقوى ، وعندكم أمثال هؤلاء كثير .
قلت: هل ما زلت تذكر حديثك الذي
وعدت به عن جامعة كان كان ؟
قال : نعم ، وسوف أحدثك عن أُس الفساد فيها ، وفي جمهورية
فاسكونيا ، وكل جمهوريات
سكسونيا ، فهذه الجامعة
تعتنق مذهبا شاذا مفاده : نسبة الخير والشر إلي الله تعالي ،
و أن الله يريد كل شيء حتى المعاصي والفقر والتخلف و أنه
لا يقع في ملك الله
إلا ما يريد !!
وهذا مذهب فاسد دمَّر كل البلاد التي تتغذَّى
على علم هذه الجامعة، ولذلك ترى عطفا
عليها من أعداء فاسكونيا وسكسونيا ، وغيرها ، ويرسلون لها المال والمساعدات كل
عام حتى تقود قاطرة التخلف العلمي،
والسياسي، والاقتصادي، بما تنشر من فكر
منحرف يخالف كتابها المقدس،
لقد أهملوه واستبدلوه، بروايات كتبت بعد موت نبيِّهم
بثلاثة قرون
أو أكثر، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ، يقوم
الأداء العلمي في هذه
الجامعة على الحفظ والتلقين
منذ الطفولة وحتى الوصول إلي درجة الأستاذية ، فترى
الأساتذة فيها يشْبِهُون أشرطة
الكاسيت التي بدأت تختفي بدورها ، واستُغْنىَ عنها بالفلاشة
، إلا أن الفلاشة
إمكانياتها أكبر بكثير من معلومات هؤلاء
الأساتذة ، ولذلك فهؤلاء العلماء
–
بعدم العلم خرجوا من التاريخ ولم
يعد لهم نظير ــ ، و أخر شبيه لهم كان شريط الكاسيت، ولكنهم دمروا حضارة أمتهم،
بفهمهم السقيم لدينهم، الذي لم يروا فيه
إلا القبر، والجنة، والنار. هذه الجامعة نشأت في مدينة
قهرامار بشمال غرب الهند
، وما
زالت تعمل حتى الآن
قلت: ولماذا لم تنته هذه الجامعة
لأنها تحقق الضرر للناس ؟
قال عيروض : لأنها تحمل عدة مصالح للعاملين بها ، والذين رسَّمُوا أنفسهم
علماء و أن
علاقتهم بالله قوية، و أنهم أبرار أطهار، الأمر الثاني أنهم دمَّروا
حضارة فاسكونيا
والبلاد المحيطة بها ، ومع ذلك حصلوا علي
قبول عند العامة
والدهماء من الناس يجعل أي حاكم لا يستطيع تغيير
فهمهم المريض لدينهم .
قلت : وعن من ستحدثنا اليوم ؟
قال : عن جاموس مار . هذا الرجل
يجسِّد جانبا كبيرا من الانحرافات العلمية والأخلاقية
و الدينية في جامعة كان كان
. ولد في إحدى القرى ، في شمال فاسكونيا عام 130 ق. م،
وعندما بلغ الخامسة من عمره أرسله أبوه – وكان من
علماء كان كان ويعمل بالدراسة
قبل الجامعة - أرسله إلي
مكتب القرية ليتعلَّم القراءة، والكتابة، ويحفظ الكتاب المقدس
وبصعوبة حفظ شزرات
من هذا الكتاب ، لأنه منذ دخل المكتب ، وصاحب المكتب
وزملاؤه يقرِّون له
بالغباء الأسود، وخشونة السلوك، ومع هذا انتقل من المكتب إلي
الدراسة الرسمية واجتاز المرحلة
الابتدائية والثانوية، وذهب للجامعة، بفضل رعاية
زملاء أبيه له ، وإعطائه كل الدرجات اللازمة للانتقال من عام إلي
عام .
وفي الجامعة وبعد انتقال
والده للعمل بها ، كان نجاح جاموس مار مؤكد كل عام ،
حتى انتهى من مرحلة الجامعة ، و دخل للدراسات العليا في
قسم " فصول الفول "
ونجح ببركة الوالد ـــ مع
أن هذا الوالد لا ينجِّح أحداً من أبناء الناس العاديين ــ وطُلب
من جاموس مار إعداد بحث من
سبع صفحات للحصول على " الماجستير " فلم يستطع،
فأوصى أبوه طالبا ، من الذين يبحثون في "
فصول الفول " بعمل الماجستير لابنه مقابل
أن يجيز له أوراقه ، وحصل جاموس
مار على " الماجستير " وفي " الدكتوراه " وقع
في " حيص بيص " ، فهو لم يتعود علي الفهم
طيلة حياته ، بالإضافة إلي غبائه الطبيعي وبقى خمس سنوات لا يستطيع كتابة ورقة ، وعلق
أبوه بحث زميله الذي أعدله
الماجستير .
و قال له: أما أن تنجحا معا، أو تظلا معا، بدون دكتوراه، وتفتق ذهن الزميل
عن فكرة
جيدة، طالما أن
الأمور تمشي في هذه الجامعة بعيدا عن العلم، والعدل، وكل
شيء يتم بتقبيل
الأيادي، فلابد من حل يتناسب مع هذه الظروف المنحطة،
وذهب هذا الزميل
إلي المكتبات يبحث فيها عن كتاب في " فصول الفول " حتى
عثر علي كتاب
يناسب عنوان رسالة جاموس مار ، واشترى الكتاب
ونزع جلده
الخارجي
فقط ، وقام بتجليده ، و أعطاه لجاموس مار .
وقال له : اقرأ واستعد للمناقشة ،
و قرأ جاموس مار ، وحفظ بعض العبارات
والقضايا ، وتمت
المناقشة.
** ومنح درجة " الدكتوراه
" بالمرتبة الأولى ، وبدأ والده يساعده ، وعلَّمه كيف ينافق العلماء والمسئولين في الدولة ، حتى
وصل إلي درجة عميد ، ثم رئيسا لجامعة كان كان ، وفي طريقة سير هذا الرجل جاموس مار
في الجامعة خاصة في الدراسات العليا ، لم يضع درجة نجاح لطالب في حياته ، وكان إذا
اضطر لذلك يطلب من زميل له أن يضع الدرجة للطالب ، وكان يقول ــ ببجاحة لا
يحسد عليها ــ لا يوجد طالب أستطيع أن أعطيه درجة النجاح ، وساد الظلم وعم الفساد ، فالجميع يعرفون أنه غبي
، و أنه سارق ، ولا أحد يتكلم ، أما طلاب و طالبات قسم " فصول الفول
" فقد ذاقوا العذاب ألوان ، وبعضهم
تشبَّه بهذا الظالم ، وهي قاعدة في علم النفس معروفة ، وبعضهم دُمِّرت
حياته ، ولم ينجح إطلاقا ، في الدراسات
العليا مع أنه أفضل و أذكي مليون مرة من أمثال جاموس مار ، وفي
الفترة التي اعتلى فيها عرش الجامعة ، اختفى العدل من جامعة العدل ، واستبدل العدل بنوع من النفاق سموه الستر .
** وفي يوم من الأيام جلس أحد
الأساتذة واسمه طاهر مار ، مع جاموس مار ، وكان لهذا الأستاذ مطلب وهو الشفاعة لإحدى السيدات لكي تحصل علي
رسالتها التي يشرف عليها جاموس مار ، وكانت السيدة قد تأخرت ثماني سنوات في رسالتها
، لأن دينها منعها من تقبيل أيدي و أقدام جاموس
مار كما يفعل غيرها ، فرفض جاموس مار شفاعة الأستاذ ، و أهانه في مكتبه
وقال له : أنتم تشفعون في العلم ، و أنا لا أقبل شفاعة في العلم ، عند ذلك انفجر الأستاذ
وقال له: مالك أنت والعلم يا لص،
أنت سارق الماجستير، وسارق الدكتوراه، و لا تفهم شيئا
في العلم ، أنت تتسلَّط على رقاب الناس ، بسبب النظام
الأغبر والزمن الأغبر ،
ضحاياك بعشرات الآلاف ، وتلاميذك علمتهم الظلم وبدؤوا
ينشرونه في كل مكان .
** قام الأستاذ الدكتور / طاهر مار برفع دعوى أمام المحكمة بسحب " الدكتوراه " من جاموس مار ،
لأنه سرقها من فلان ، واحضر النسخة الأصلية ، وتاريخ الطبع موثق من دار النشر ، وشهادة أبناء المؤلف ــ
الذي تُوفِّيَ قبل ذلك ــ ولم يجد القاضي مجالا
للمجاملة ، فأصدر حكمه بسحب الرسالة ، وما يترتب عليها ،
و استأنف جاموس مار ، ومعه جيش من المحامين الدكاترة ، وبدأ الضغط علي قضاة
محكمة الاستئناف من المسئولين في الدولة ،
بالإضافة إلي المسئولين في جامعة كان كان ، و أفتى العلماء للمسئولين وللقضاة ،
بأن الستر مقدم علي العدل ، فقام القاضي
بتحويل الرسالة إلي ثلاثة من كهنة
الجامعة ، من نفس قسم وكلية جاموس مار ، فانتهوا إلي أن جاموس مار اقتبس ، ولم يسرق ، وبناء عليه ظل
جاموس مار في مكانه يُنكل بكل الناس ، يُرسِّب كل الناجحين في قسم " فصول
الفول " وكم أذلَّ من رجال ونساء
و أرسى مبدأ في جامعة كان كان ، أن
الستر مقدم على العدل ، فكل من يقبل الأيادي ، و الأحذية يفعل ما يشاء ، ولا
يحاسب ، أما الذي يعتز بعلمه ، ويريد أن
يضيف شيئا لمصلحة الجامعة ، والدين فمصيره الطرد من الجامعة ، أو التقذيم
، أو كلاهما .
ومن المدهش أن هذا الرجل الجاهل
اللص ، أصبح مثلا أعلى في هذه الجامعة التي لا تعقل ، ولا تتعقل شيئا ، حتى بعد تركه لرئاسة
الجامعة أصبح يعمل في اللِّجان التي تقرر
مصلحة الهيئة الدينية بالكامل ،
لقد عاش برسالة مسروقة لغياب العدل ، وانتشار التدليس ، والتزوير ، وجاء بعده رجل من قِسْمِه قدم حكم محكمة مزور لكي يصبح رئيساً للجامعة
{ أَتَوَاصَوْا
بِهِ
بَلْ هُمْ
قَوْمٌ طَاغُونَ } سورة الذاريات الآية 53 ، وقام أستاذ من الجامعة بتزوير بطاقته الشخصية ليعطي لنفسه وظيفة لم تُعط له ، وعبثا حاول المصلحون تغيير هذا الوضع ، ولكن المسئولين الذين عرفوا
أن ميثاق الجامعة هو الستر قبل العدل
، و أن التزوير أمر مباح للكهنة يفعلونه في سرقة دكتوراه وتزوير حكم محكمة ، أو
تغيير صفة في بطاقة رسمية ، ويقابلون كل
ذلك ببرود وتجاهل ، وكل منهم قد شُغل بما
يخصه ، وترك أمر الجامعة للشيطان يفعل بها
ما يشاء .
عند نهاية حياة جاموس مار، جلست أمامه
طالبة كانت قرة عين أهلها، وزملائها في الامتحان الشفهي، سألها ما هو ترتيبك علي
الكلية ؟
قالت : أنا الأولى علي كليتي ، وعلي الجامعة .
قال: وتريدين أن تنجحي ؟
قالت : إن كنت أستحق ذلك
قال: لا لن تنجحي من أول عام ولا الذي يليه، أو بالتحديد لن تنجحي طوال حياتي.
انهارت البنت وخرجت، و أقام أهلُها
ما يشبه سرادق العزاء لنكبتها، وفي صلاة الفجر سألت ربها أن ينتقم من هذا الرجل
انتقاما سريعا.
وقالت : يا رب إن هذا الرجل قد
أخرجك من معادلة حياته ، فأخرجه من الدنيا
ملوماً مذموماً مدحوراً ، وفي اليوم
التالي كان يتريض علي الرصيف فداهمه ثور
فأوقعه علي الأرض ، وكسر ساقه ، وتم إسعافه في أفضل المستشفيات ، ولكن
الساق تعفنت ، وحدث بها غرغرينة ، و ذهب إلي الخارج ، ومات هناك بعيداً عن الأهل ، والمناصب
، والكيد للناس ، وسرقت أحلامهم ،
و آمالهم ، وكان ذلك في عام 65 ق. م ، وعندما علمت أنوار مار بذلك ، شكرت ربها ورددت قول الله تعالى { فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ
ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } الآية 45 سورة
الأنعام .
قالت لها زميلتها :
ترحَّمي عليه
قالت: هو لم يرحم أحد، وهذه الآية
توجب حمد الله عند هلاك الظالم.
بذنوبنا أعطانا الله
جهلا يغنينا عن كل علم
10
جماد الآخر 1437هــ، 19 مارس 2016م
www.sanabelalezaa.com الموقع الالكتروني
Dr.
MoHaMMeD Abo ZeeD AlfeQy صفحة الفيس بوك
#سنابل_العزة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق